السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
يبدو أن شهرة برنامج “ستار أكاديمي” الذي تقدمه الفضائية اللبنانية (إل.بي.سي)
فاقت كل التوقعات, واخترقت كل الحواجز, لتصل الى الأسرى الفلسطينيين القابعين
في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فقبل أيام, وزع عدد من أعضاء حركة الشبيبة
الطلابية في جامعة بيرزيت, رسـالة من أسير فلسطيني في سجن عسقلان إلى “طلاب
ستار أكاديمي”.
وبدأ الأسير نمر شعبان, في رسالته المعنونة بـ”عسقلان أكاديمي”, بالقول: “إلى
طلاب “ستار أكاديمي” الأعزاء. أنا طالب أكاديمية مثلكم, لســت من الغــرب بل من
فلسطين.
ويؤكد الأسير لطلاب الاكاديمية: “أنا أعرف عنكم الكثـير من الأمور, وتابعت
تفاصيل البرنامج حتى أصبحت ملماً بها, وانطـلاقـاً من ذلك وجدت أن من المفيد أن
نـتبادل الخـبرة والتجربة, ولا ضرر من بعض المقارنات”.
ويضيف شعبان في محاولة للمقاربة: “نحن ننهض من النوم في ساعة محددة, ونمارس
الرياضة الصباحية في غرفة مغلقة. نأكل ونتعلم في شكل جماعي, وفق قوانين صارمة
فرضت مسبقاً, مثلكم تماماً. وهناك كاميرات مزروعة في كل زاوية لمتابعة تحركاتنا
على مدار اللحظة, مثل تلك التي لديكم. كما أننا ندخن, ونأكل أقل منكم, ونرتب
أسرتنا, وننظف الصحون مثلكم تماماً”.
شروط “عسقلان أكاديمي”
وفي حديثه عن بعض الاختلافات بين “ستار أكاديمي” و”عسقلان أكاديمي”, يقول
شعبان: “أنتم حكمتم على أنفسكم بالبقاء أربعة أشهر على الأكثر, أما نحن
فمحكومون بالبقاء في هذه الأكاديميات منذ سنين طويلة, ومعظمـنا لا يعـرف متـى
يخرج ويعود إلى أهله وأصدقائه, بعد عام, أو عشــرة, أو ربما لا يعود(…) أنتم
تتمركزون في أكاديمية واحدة, فيما نحن موزعون على أكاديميات عدة, منها “شطة
أكاديمي” و”الجلمة أكاديمي” و”الرملة أكاديمي” و”هداريم أكاديمي” و”التلموند
أكاديمي” و”نفحة أكاديمي”, إضافة إلى أكاديميتي, “عسقلان أكاديمي”…
ويتابع : “وبقدر ما تكرهون أنتم “النومينيه”, فإننا نتمناها, لذا نفرح عند خروج
أحدنا, ونحسده, ولا نتمنى عودته, وبدلاً من “الفوكاليز”, تعودت حناجرنا على
النشيد والتكبير, الذي يعقبه “الغاز” الذي بدوره يستقر ليس فقط في حناجرنا, بل
في صـدورنا أيـضاً”.
عقابنا أشد قسوة
ويستمر الأسير نمر شعبان في مـقارنـته المليئة بالمرارة: “الحدث الأبرز عندكم
يوم الجمعة, أما نحن فكل الأيام متشابهة, خصوصاً بعد انقطاع زيارات الأهل,
وفيما يستطيع ذووكـم واصـدقاؤكم زيارتكم في أية لحظة يريدونها, سواء عن طريق
البر أو البحر أو الجو, لا يستطيع أهلنا وأصدقاؤنا تجاوز الحواجز العسكرية,
وجدار الفصل العنصري”. ويقول: “يقوم بزيارتكم الفنانون, بينما يزورنا المحامون
وممثلو الصليب الأحمر. عندكم “زعيم”, وعندنا “ممثل معتقل”. عندكم “توب فايف”,
وعندنا “لجنة حوار”. قد تمنعون من الاتصال بالأهل, أو استلام الرسائل والهدايا
كإجراء عقابي, أما نحن فمحرومون من ذلك من دون عقاب, ويكون عقابنا الحرمان من
مشاهدة التلفزيون أو استخدام الأدوات الكهربائية, وقد يكون العقاب أشد قسوة,
كأن يقضي أحدنا أسابيع عدة في زنزانة معتمة لا تتسع حتى لشخص واحد.
ويتابع شعبان حديثه بالقول: “تقومون بتخفيف الوزن بواسطة “الريجيم”, أما نحن
فنقوم بذلك بالاضـراب المفتوح عن الطعام, وعندما نخـرج مـن الأكاديميـات, نذهـب
إمـا إلى المحكــمة العسكرية فنعود محملين بعشرات السنين, التي ستتسبب حـتماً
في “تغيير اللوك”, أو إلى المستشفيات لنعود محملين بالألم, وإن كان برنامجكم
برعاية الـ”إل.بي.سي”, و”نسكافيه”, فبرامجنا برعاية إدارة السجون الإسرائيلية,
والشرطة, و”الشاباك”, وكل أجهزة القمع التي لا تبخل علينا بكل جديد”.
ويخاطب شعبان طلاب “ستار أكاديمي” في رسالته, فيقول: “تزعجكم الوحدة, والملل,
وتنـاقص عددكــم, وبينــما يقتلنا الاكتظاظ, وتزايد عددنا, الذي أصبح بالآلاف.
نحرص مثلكم على تعلم اللغات, إلا أننا نتعلم الفرنسية والإنكليزية من دون معلم,
والعربية بعشرين معلماً, إضـافة إلى اللــغة العبرية عمـلاً بمبـدأ “اعرف
عدوك”. أنــتم توقعون للمعجبين والمعجبات, ونحن نوقع على ورقة الأمانات,
والجدران, ليتعرف علينا القادمون من بعدنا”.
ويختتم الأسير شعبان رسالته بالقول: “هذا غيض من فيض.